توفيق حنيش منذ بداية تجربة بنوك ومؤسسات التمويل الصغير في اليمن والى ما قبل سنتين تقريبا كانت كل هذه البنوك والمؤسسات تعاني الى درجة الشظف وبالكاد تكافح من أجل تغطية المصاريف التشغيلية حتى أن بعضا منها كان لديه بنية تحتية تقنية تشبه ما لدى سوبر ماركت متوسط .
بنك الأمل هو الحالة الوحيدة التي شكلت استثناءا وحالة ناجحة ونامية سنة تلو الأخرى واستطاع الحصول على احترام المؤسسات والمنظمات الدولية ومع ذلك فإن بنك الأمل الى هذه اللحظة لم يشتر نظام تيمينوس أو أوراكل، ولم يغامر في الانفاق وتحميل نفسه كلفة العقود الباهظة .
توجد حالات ناجحة نسبيا لا داعي لذكر اسمائها لكنها أيضا بالكاد تغطي نفقاتها وبعضها يسعى الى الاندماج مع شريك استراتيجي وقد لا يطول بها الأمر.
في ظل هذا الوضع تخرج الى النور مجموعة بنوك تمويل أصغر في المناطق الشمالية والجنوبية وتشتري أنظمة مكلفة جدا مثل تيمينوس وتحمل نفسها أعباء عقود التصاريح للبرمجيات وقواعد البيانات وتكاليف تأسيس مهولة ، وتسعى الى توظيف واستقطاب رؤساء تنفيذيين وكوادر الإدارة الوسطى برواتب تنافس البنوك الكبيرة وأحيانا تتعداها.
البنوك التي انطلقت من صنعاء تسعى بنفس الوقت وبالتوازي للحصول على تصاريح عمل ومزاولة في المناطق الجنوبية أيضا بينما العكس غير صحيح ، الأمر الذي سيخلق تذمرا وربما اعتراضا وفي أقل الأحوال إقصاء لهذه البنوك التي ستعمل في كل جغرافية اليمن .
تعتمد معظم هذه البنوك إن لم يكن كلها على استراتيجية الخطوتين ، الخطوة الأولى بنك تمويل أصغر والخطوة الثانية التحول إلى بنك شامل وقد طبق بعضهم هذه الاستراتيجية .
تعول هذه البنوك بالدرجة الأساسية على قاعدة عملائها من كبار التجار والمودعين والمغتربين وتخطط لنقل أرصدتهم من شركات الصرافة الى البنك المستحدث متناسية أنها ستفقد مميزات كانت تمنحها لهذا العميل، وبالتالي فهو ليس مضطرا للانتقال معها الى البنك المستحدث .
معظم هذه البنوك أبقت على خط رجعة الى الخلف وقت الضرورة أو ما يسمى خطة الهروب وهو الابقاء على شركة الصرافة الني انطلق منها البنك تحسبا لأي فشل أو انتكاسة وهو من الناحية المعنوية استعداد للفشل .
اذا تحولت هذه البنوك الى بنوك شاملة فإن ازدحاما وتضخما في عدد البنوك لم يحصل له مثيل قد يحدث في اليمن والذي بدوره سيجعل العرض أكبر بكثير من الطلب في ظل المتغيرات الجديدة التي أصابت القطاع المصرفي، واذا كتب لها النجاح فإن إرهاق ميزانيتها بالنفقات التشغيلية والبنى التحتية والعقود والالتزامات كفيل بأن يجعل من الصعب جدا صمودها لفترة ثلاث سنوات وهي فترة التأسيس المعقولة .
إن فرصة إعادة النظر ما زالت متوفرة أمام المشاريع التي ما زالت في طور الدراسة والتأسيس لتتجنب الخسارة مرتين الأولى إنفاق جزء كبير من رأسمال شركة الصرافة الأساس والثانية استنزاف ما تبقى في مصاريف تشغيل وانطلاق بنك التمويل الأصغر ، مع العلم أن هناك من انطلق في السباق ولم يعد أمامه أي فرصة للعودة الى وضع كما كنت ، مثلما يقولها الضباط لعساكرهم في المعسكرات بعد تطبيق الجزاء ..
والى اللقاء