صادق الجابري
عودة العاملين من أصحاب المهن والحرف وما تبقى من منشآت صناعية في مناطق الحوبان إلى أهاليهم في تعز المدينة عند نهاية النهار رغم ما يلقونه من مشقة وعذاب ، تعد نعمة تنسيهم كل أوجاعهم...تجد في وجوههم ابتسامة وفرحة غابت منذ عقد من الزمن ...لا يمكن وصف شعور فرحة رب أسرة مغترب بات يلقى أطفاله وأسرته كل مساء بعد أن حرم منهم لسنوات دون ثمن ...الثمن هو من دفعه من صحته وسعادته ..كيف لا يفرحون حد البكاء وقد ضاعت سنوات من أعمارهم في الطرقات والجبال والأودية التي لم يعرفها آباؤهم وأمهاتهم من قبل ..ذاقوا صنوف العذاب من وحشة البعد عن الأهل ومشقة الأسفار لعشرات الكيلوات وساعات وأيام وليالي لم يشفق لحالهم قريب أو بعيد ...لعلكم لا تدركون معنى أن تطل كل مساء على صغارك تتقاسم معهم وجع الحياة ومعاناتها ولو على كسرة خبز وشربة ماء ....أن يغدوا أحدهم باكرا ولديه أمل بالعودة لبيته مساءا ، هذا الأمل كفيل بأن يجعله أقدر على مواجهة مشقة الحياة ومقارعة شظف العيش ..فالأمل فسحة في الحياة لا يدرك معناه سوى من ذاق مرارة اليأس من انقشاع الغمة وزوال المحنة ....
شكرا لكل من تسبب في زراعة هذه البسمة في وجوه المجهدين...ممن لا ناقة لهم ولا جمل في صراع لم ينتهي بعد ....كلنا أمل بفتح بقية المنافذ وعودة الحياة لمدينة تعز وضواحيها بعد سنوات من الشتات....