واصل المقرضون والبنوك الإقليمية التي لديها شركات بطاقات ائتمان كبيرة جني الأرباح من المقترضين الذين حققوا أرصدة ائتمانية بمعدلات فائدة أعلى في الربع الرابع من عام 2022 في الوقت الذي شدد فيه كثير من الجهات المقرضة من معايير الإقراض الخاصة بها، بل وخصصت مزيداً من الأموال لتغطية خسائر القروض المحتملة، مما يشير إلى أنهم لا يتوقعون أن تدوم الأوقات الجيدة. في غضون ذلك خصصت شركة "كابيتال وان فايننشال كورب" ما يقرب من مليار دولار لتغطية خسائر القروض المحتملة في الربع الرابع من عام 2022، بزيادة قدرها 33 في المئة عن الربع السابق، كما زادت "أميركان إكسبريس كو" حجم احتياطاتها بأكثر من 25 في المئة، وخصصت نحو نصف مليار دولار.
عين يقظة
ومن جانبه قال، الرئيس التنفيذي لشركة "كابيتال وان" ريتشارد فيربانك في اتصال هاتفي مع محللين الأسبوع الماضي، "لدينا بالطبع عين يقظة للغاية على البيئة الاقتصادية التي ننتقل إليها".
في تلك الأثناء، كان المستهلكون نقطة مضيئة في الاقتصاد الأميركي، إذ واصلوا الإنفاق بمعدلات ثابتة في مواجهة ارتفاع التضخم، على رغم تقليصها خلال العطلات والاتجاه إلى زيادة المدخرات، في وقت لا تزال البطالة عند أدنى مستوى لها منذ عقود.
في غضون ذلك، لا تزال هناك دلائل على أن بعض الأسر تتعرض لضغوط، إذ وضع المقترضون مزيداً من عمليات الشراء على بطاقات الائتمان، لكنهم تخلصوا من الأرصدة بمعدل أبطأ، كما اقتربت معدلات التأخر في السداد على بطاقات الائتمان والقروض الاستهلاكية في الربع الرابع من المستويات التي كانت عليها قبل الوباء أو وصلت إليها، عندما سمح التحفيز وخفض الإنفاق على الخدمات للمستهلكين بزيادة مدخراتهم وسداد الديون، كما تجاوزت معدلات التأخر في السداد مستويات ما قبل الجائحة في بعض أركان أعمال إقراض المستهلكين.
ارتفاع نسبة قروض السيارات
وفي "آلي فايننشال إنك"، الشركة المصرفية القابضة في ديترويت بولاية ميشيغن الأميركية، ارتفعت نسبة قروض السيارات التي مضى على استحقاقها أكثر من 60 يوماً إلى 0.89 في المئة في الربع الرابع من العام الماضي من 0.48 في المئة عن العام الذي سبقه.
في الوقت نفسه ذكرت شركة "ديسكوفر فاسننشال سيرفيسيز" للخدمات المالية المالكة لـ" ديسكوفر بنك" أن "أكثر من اثنين في المئة من قروض الطلاب الخاصة كانت متأخرة لمدة 30 يوماً أو أكثر، بزيادة قدرها نصف نقطة مئوية عن العام السابق.
من جانبه، الرئيس التنفيذي لشركة "ديسكوفر" لـ "وول ستريت جورنال"، روغر هوشيلد، "أعتقد أن هناك كثيراً من المخاوف بشأن ما قد يأتي مع الاقتصاد وإمكان حدوث ركود في عام 2023"، مستدركاً "لكن في الوقت الحالي لا يزال أداء المستهلك جيداً مدعوماً بسوق عمل قوية للغاية"، مضيفاً أن "ارتفاع الطلب على المنتجات المستخدمة لتوحيد الديون قد يشير إلى تعرض المقترضين لمزيد من الضغط"، قائلاً "لقد قمنا بالتأكيد بتشديد معاييرنا الائتمانية، فنحن نبحث دائماً عن جيوب التوتر".
يشار إلى أرصدة القروض الشخصية لشركة "ديسكوفر" نمت بنسبة 14 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي.
المصدر- اندبندنت عربية